عراضة المتفوقين في جامعة اليرموك الأردنية، حسن الرحمون الحائز على المرتبة الثانية في كلية الإعلام ضيف أورينت بودكاست
عراضة المتفوقين في جامعة اليرموك الأردنية، حسن الرحمون الحائز على المرتبة الثانية في كلية الإعلام ضيف أورينت بودكاست
عمان - إياد محمد مظهر
حصل الطالبان السوريان "عبد الرحمن زين العابدين" و"حسن الرحمون" على المركزين الأول والثاني في تخصص الصحافة من كلية الإعلام في جامعة اليرموك الأردنية.
وتمكن زين العابدين من الحصول على المركز الأول ضمن فوج مئوية المملكة الأردنية الهاشمية بمرتبة الشرف وبتقدير امتياز بمعدل 96.1 بدرجة البكالوريوس، ليحصل الرحمون على المركز الثاني على الكلية بمعدل 95%.
لم يكن عبد الرحمن عدنان زين العابدين، المولود في دمشق عام 1995 والمنحدر من بلدة تسيل في ريف درعا الغربي، يتوقع أن يشهد تخرجه أبناؤه "محمد وعمار وإبراهيم" أو أن تشاركه تلك الفرحة زوجته التي ساندته طوال مرحلته الدراسية، بحسب قوله.
لجأ زين العابدين إلى الأردن برفقة أهله في أواخر العام 2012 بعد أن أصيب والده بحروق، وقتل إخوته عمار ومحمد برصاص قوات النظام السوري، ليصبح وحيدا لوالديه.
اصطدم زين العابدين بالتكاليف المرتفعة للجامعات الأردنية، ليبدأ حلمه في الدراسة بالتلاشي، فيقول لموقع تلفزيون سوريا: "ذهبت إلى العمل هنا وهناك أيا كان نوعه سواء في الزراعة أو المطاعم، ثم تزوجت وأصبحت لدي عائلة مكونة من 3 أولاد أكرمني الله بهم وسميتهم على أسماء إخوتي " محمد وعمار وإبراهيم".
وأضاف: "خلال وجودي في الأردن علمت بمنحة "دافي" لتدريس الطلبة السوريين في الجامعات فعادت لي الحياة مجددا، وقدمت للمنحة أول مرة عام 2015 ولم يتم التواصل معي والمرة الثانية عام 2016 كذلك، ليعود اليأس تارة والأمل تارة أخرى، إلى حين العام 2017 قدمت للمنحة ورافقتها دعوات والدتي ليتم التواصل معي فكانت الفرحة عامرة في نفسي".
كل الظروف التي أبعدت زين العابدين عن الدراسة لمدة خمس سنوات، وتفرغه لمسؤولياته العائلية، كانت حافزا له ومصدر قوة في نفسه، بحسب تعبيره.
وأنهى الفصل الدراسي الأول بمعدل 97.3، الأمر الذي لم يسبق لأي طالب في كلية الإعلام منذ تأسيسها أن حققه، وحافظ على المركز الأول طوال الفصول الدراسية حتى وصل إلى عتبة التخرج بالمركز الأول بمعدل 96.1، ولا يوجد لدى زين العابدين أي مادة علامتها أقل من 90 وبعض المواد الدراسية حصل على علامة الـ 100 الدرجة الكاملة.
وتابع حديثه: "منذ الفصل الدراسي الأول لي في العام 2017، كسرتُ حاجزَ الرَّهبة، وانخرطت بممارسة المهنة، من خلال تطوعي بالعمل في جريدة صحافة اليرموك (جريدة تصدر عن قسم الصحافة في كلية الإعلام) وبدأت بإجراء المقابلات والنزول إلى الميدان، ولقاء المسؤولين، وجلب الأخبار من مراكز صنع القرار، وإعداد وتحرير مختلف الفنون الصحفية، كما أنني تطوعت بالعمل لدى صحيفة الغد الأردنية وصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية وموقع عمان نت وتطوعت في العمل لدى المؤسسات الثورية كتجمع أحرار حوران ونبأ وتدربت في شبكة الجزيرة الإعلامية مكتب عمان الأردن".
عمل زين العابدين على تصوير المظاهرات في حي العسالي بدمشق وبلدة سبينة، ويفسر شغفه في الصحافة عبر ما رآه من تشويه للأحداث وعدم نقل ما يجري في بلاده بصورة كافية ووافية، فالعديد من المآسي أخفيت وحرفت ولم يسمع بها الناس، بحسب وصفه. وقال: "اخترت تخصص الصحافة وهي مهنة المتاعب كما يسمونها إلا أنني أسميها مهنة إظهار الحق وكشف الباطل".
ويختم زين العابدين حديثه "هذا النجاح أرفعه إلى ثورتنا السورية وإلى أرواح الطلبة السوريين الذين جازاهم بشار الأسد بالقتل وفي مقدمتهم إخوتي عمار ومحمد، وإلى أولئك الطلاب الذين حرمهم بشار العلم بالاعتقال والتهجير.. وإلى أولئك الذين حاولوا اجتياز البحر يحملون في جعبهم ثبوتياتهم لعلها تكون شفيعة لهم في إكمال دراستهم فوصلت ثبوتياتهم ولم يصلوا، وإلى من حرمهم الفقر ومنعتهم الظروف من إكمال دراستهم، إليكم أرفع هذا النجاح".
حسن الرحمون الحاصل على المركز الثاني، من كلية الإعلام في جامعة اليرموك بمعدل 95% لا يُعد التخرج بالنسبة له نهاية الصعاب، بل بداية القسم الأصعب منها، نظراً لندرة الوظائف الإعلامية المتاحة في الأردن، وهذا ما يزيد من الضغوط النفسية عليه، بحسب قوله.
ينحدر الرحمون من قرية الشيخ إدريس في محافظة إدلب، نشأ وترعرع في ريف دمشق الجنوبي في بلدة البحدلية، درس في جامعة دمشق في كلية التربية _ قسم معلم صف، لمدة سنة واحدة، قبل أن يضطره اشتداد المعارك إلى اللجوء إلى الأردن مع عائلته المكونة من 8 أشخاص، هو أكبر أبنائها.
الأوضاع الاقتصادية الصعبة لعائلته لم تسمح له بالتسجيل في إحدى الجامعات الأردنية، فيقول لموقع تلفزيون سوريا: عندما قررت إكمال تعليمي الجامعي في الأردن، صُدمت عندما علمت أن التعليم الجامعي ليس مجانياً كما هو الحال في سوريا".
وكحال معظم السوريين، ظن الرحمون أنه لن يمكث في الأردن لأكثر من شهرين ومن ثم يعود إلى سوريا بعد أن تكون الثورة قد انتصرت، ولكن مع مرور الوقت، أيقن أن موعد العودة يبتعد أكثر فأكثر، على حسب وصفه.
وبصورة مشابهة لما حدث مع زين العابدين، تمكن الرحمون في عام 2017 من الحصول على منحة "دافي" لدراسة تخصص الصحافة في كلية الإعلام في جامعة اليرموك، فكانت المنحة باباً أعاد إليه الأمل من جديد، بعد انقطاعه عن الدراسة لمدة خمس سنوات.
خضع الرحمون، قبل قبوله بالمنحة الجامعية، لبرنامج تدريب صحفي مكثف في موقع "Syria Direct" لمدة ثلاثة أشهر كانت كفيلة ليعرف أنه خلق ليكون صحفياً، وبناء على ذلك قرر دراسة تخصص الصحافة.
كما خضع لعدة برامج تدريب في مؤسسات إعلامية، أبرزها التدريب في مكتب الجزيرة في عمان، بالإضافة إلى تطوعه لممارسة العمل الصحفي في جريدة صحافة اليرموك منذ بداية دراسته لتخصص الصحافة وحتى تخرجه، كما هو حال زميله زين العابدين.
والجدير بالذكر أن المركز الأول في قسم الصحافة بجامعة اليرموك العام الماضي كان من نصيب السورية، وابنة حي بابا عمرو الحمصي "أنوار العرفي" التي حصلت على معدل 96% وتقدير ممتاز.
وحصل يوم أمس الشاب "ضياء المحاميد" من درعا البلد، على المركز الأول في تخصص الهندسة الميكانيكية بجامعة الزرقاء الأردنية بعدل 95.1%، بالإضافة إلى حصول الطالبة "حنان السلامات" على المركز الأول في تخصص اللغة العربية في جامعة إربد الأهلية، بحسب ما نشرته صفحات مختصة في السوريين في الأردن.
رابط المادة على الموقع الإخباري
حصل الطالبان السوريان “عبد الرحمن زين العابدين” و “حسن الرحمون” على المرتبة الأولى والثانية في كلية الإعلام في جامعة اليرموك الأردنية، متفوقين على باقي زملائهم في العام الدراسي 2020-2021.
وكانت وكالة سنا قد أجرت لقاء صحفياً مع “زين العابدين” سابقاً، ولذلك أجرى مراسل سنا لقاء مع صاحب المركز الثاني أيضاً وهو المتفوق “حسن رحمون”
يقول “الرحمون”: أنا من قرية الشيخ إدريس في إدلب، نشأت وترعرعت في ريف دمشق الجنوبي في منطقة السيدة زينب في بلدة البحدلية، درست في جامعة دمشق لمدة عام واحد في كلية التربية قسم معلم صف. في الشهر الثامن من عام 2012 لجأت إلى الأردن مع عائلتي بسبب إرهاب قوات الأسد.”
خرج “الرحمون” إلى الأردن على أمل العودة القريبة بعد سقوط النظام كما يقول:” حين خروجي حملت معي كتاب علم نفس الطفولة والمراهقة لكي أدرس لامتحانه ظاناً ككل السوريين الذين هجروا من سوريا أنني سأعود بعد شهر إذ يكون النظام الطائفي في سوريا قد سقط ونعود إلى حياتنا الطبيعية، ولكن للأسف هذا الشهر أصبح عشر سنوات.”
عمل “الرحمون” عاملاً في المطاعم والمستودعات وحارساً لأبنية قيد الإنشاء، وتنقل من عمل لآخر ليؤمن قوت أهله، فهو أكبر إخوته.
وعن مشواره في الصحافة قال: “في عام 2017 خضعت لبرنامج تدريب صحفي مكثف في موقع “Syria Direct” سوريا على طول لمدة ثلاثة شهور، أنهيت التدريب وقد حددت هدفي، أنا خلقت لأكون صحفياً، أسلط الضوء على معاناة الناس البسطاء وأكون صوتهم.”
وأضاف: ” قدمت أوراقي لمنحة دافي ثلاث أو أربع مرات لا أذكر بالضبط، وشاء الله أن يتم قبولي، فكانت المنحة بداية عودتي للدراسة الجامعية.”
وحول علاقته بزميله السوري قال: “طموح وعنفوان الشباب السوري في داخلنا، دفعني وصديقي عبد الرحمن زين العابدين الذي تخرج الأول على كلية الاعلام وأنا جئت وراءه في المركز الثاني ليكون النجاح سورياً سورياً ، هذا الطموح دفعنا إلى التطوع في جريدة صحافة اليرموك منذ الأسبوع الأول لنا في الجامعة كمندوبين ومحررين، وبقينا حتى التخرج، وتم تكريمنا عدة مرات من قبل عمادة الكلية ومن إدارة الجريدة.”
واشتكى الرحمون من قلة فرص العمل للصحفيين في الأردن حيث يرى أن هذا القطاع مشبع بالصحفيين وهو ما جعله يأسى للمستقبل المجهول : “أنا هنا لن أقول المضحك المبكي.. بل سأقول المبكي المبكي.. أنا وصديقي عبد الرحمن فرحتنا بالتخرج ناقصة، حتى أننا كنا نتمنى أن لا نصل إلى مرحلة التخرج على الرغم من يقيننا بأننا سنتخرج كأولين على كلية الإعلام الحكومية الوحيدة في الأردن، والسبب هو أن القادم مجهول، فليس هناك حالياً فرصة عمل أو فرصة تدريب تمكننا من صقل المهارات العملية بشكل احترافي”.
واختتم “الرحمون” حديثه بقوله: “نحن أبناء سوريا العظيمة، سوريا الحرة، سنبقى شوكة في حلق بشار، الثورة حية وإن ضعفت، فالثورة فكرة والفكرة لا تموت.”
وفي السياق نفسه، أجرى مراسل سنا لقاء صحفياً مع الأستاذ “عدنان رحمون” منسق دائرة شؤون اللاجئين في الائتلاف الوطني السوري.
وأشاد “عدنان” بالطلاب السوريين حيث قال: “الإنجازات التي حققها السوريون في دول اللجوء هي رسالة للعالم أجمع أن السوريين ليسوا عبئاً على أحد. شعب معطاء يملك الموهبة والإرادة وحقق التميز والابداع في كافة ميادين الحياة والعمل”
ووجه “عدنان” خلال لقائنا به رسالة للطلاب السوريين في دول اللجوء، يقول: “رسالتنا للطلاب السوريين في دول اللجوء أن يبذلوا جهودهم من أجل التعليم والتفوق فهم الآن سفراء سوريا الحرة في دول اللجوء وبناة سوريا الحرة مستقبلاً وقادتها، نطلب منهم السعي لأن يكونوا من المتفوقين علمياً في كافة المجالات.”
يذكر أن عشرات الطلاب السوريين حصلوا على نتائج متميزة في دول اللجوء سواء في الدول العربية أو في أوربا.