الاثنين، 1 فبراير 2021

مانحة الأمل للسوريات


بقلم حسن الرحمون

لارا تنظر بفخر إلى إحدى منتجات جاسمن                                        


لم تسمح لقيودِ اليأسِ أن تُحكِم وثاقها بعدَ أن خرجت من مخيمِ الزعتري للاجئينَ السوريين، فنحتت من صخورِ المستحيلِ قلعةَ أمانٍ تحمي السورياتِ منَ الفقرِ والعازة، ومن أصحابِ القلوبِ المريضةِ المستغِلّة.

فطوعت الصعاب تحت قدميها عندما أقامت مشروع "جاسمن" للمشغولات اليدوية عام 2014، وغدت "مانحةَ الأمل" لكل ياسمينةٍ سوريةٍ استفادت من دورات "جاسمن" المجانية التي تقام بالشراكة مع بعض الجهات والمنظمات التي تدعم تمكين اللاجئين في بلاد اللجوء، كتعليم الحياكة، والتطريز، وصناعة الصابون، والرسم على الزجاج، والعديد من الدورات المشابهة.

ومهدت الطريق لأربعين ياسمينةٍ يعملن معها الآن ليُعِلْنَ أُسرهن، ولم تنسى الآخريات، فاستمرت بالترويج لأعمالهن اليدوية المنزلية.

ولأن النجاح حليف من يقاتل من أجله، دخلت مؤسستها خريطة الأردن السياحية (لتنشيط الاقتصاد)  ضمن12 مؤسسةٍ عام2016.

وكسحابةٍ تجود بالخير، ما زالت لارا تعمل في مجال الإغاثة إلى الآن، وتقدم وجبات إفطار في رمضان للأيتام، وحفلات تكريم لأمهات الشهداء والمعتقلين والجرحى، وتوزع هداية عينية ونقدية، وتقدم مساعدات لشراء ملابس العيد للأطفال.

فقادها مشروعها الإنساني "جاسمن" لأن تكون أول سيدة أعمالٍ سوريةٍ في الأردن، وإلى اعتبارها مثالاً رائعاً للمرأة الطموحة عندما عرض التلفاز الإيطالي قصتها على شاشته في يوم المرأة العالمي.

وما بين لاجئة الأمس وسيدة اليوم الناحجة، غدت لارا صوتاً للمرأة السورية في مختلف المحافل، عندما شاركت بمؤتمر "ستارت أب اسطنبول" لعرض المشاريع الشبابية، ودعيت لورشات عمل بجنيف للتحدث عن التحديات التي تواجه المرأة في بلاد اللجوء، ولمؤتمر بروكسل الثالث، وسويسرا.


كلما داهم لارا الشعور بالحنين إلى سوريا، تذهب إلى "مخيم الزعتري" لتلاعب أطفال بلدها، وتبتاع بعض الحاجات من صنعهم، وتتناول الإفطار مع نسوةٍ سوريات، وما أن ينتهين من الطعام حتى يطلقن العنان لجلسةٍ نسويةٍ تحملها إلى جلساتها السابقة مع جاراتها في دمشق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق